يعتمد جسم الإنسان في تكوينه على الاستفادة بصورة كبيرة من آشعة الشمس. . فمن المعروف أن التعرض لآشعة الشمس وضوئها يساعد البشرة على صنع فيتامين (د)، وهو الأمر الضروري جدًا لوظيفة العظام الطبيعية وصحتها
كما يساعد ضوء الشمس على الحفاظ على أنماط نومنا بشكل صحيح حتى نتمكن من البقاء مستيقظين في النهار والنوم بهدوء في الليل. ومن المعروف أن قلة التعرض لضوء الشمس في الشتاء إلى تعرض بعض الأشخاص لأشكال من الاكتئاب يُعرف باسم الاضطراب العاطفي الموسمي. ولكننا سنركز اليوم عن الشمس والجلد!
الشمس والجلد.. الأضرار تحدث أحيانا!
كما يمكن أن يسبب ضوء الشمس أيضًا ضررًا لبشرتك وصحتها لو لم نتعامل مع الشمس بطريقة صحيحة، فكلنا نعرف أن ضوء الشمس يسافر إلى الأرض كمزيج من الموجات الطويلة والقصيرة، الطويلة تكون غير ضارة بالناس. لكن الموجات الأقصر، مثل الأشعة فوق البنفسجية، فيمكن أن تسبب مشاكل لبشرة الإنسان.
فمثلا يمكن أن يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية إلى حروق الشمس حبث يمكن أن تنتقل الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد بعمق أكبر من الأشعة فوق البنفسجية، فعندما تدخل الأشعة فوق البنفسجية خلايا الجلد، فإنها تزعج العمليات الدقيقة التي تؤثر على نمو الجلد ومظهره.
كما أنه بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي التعرض لهذه الأشعة إلى جعل الجلد أقل مرونة. فقد يصبح الجلد سميكًا وجلديًا أو مجعدًا أو رقيقًا مثل ورق المناديل. يقول الدكتور بارنيت س. كرامر، خبير الوقاية من السرطان في المعاهد الوطنية للصحة: «كلما زاد التعرض لأشعة الشمس، كلما تقدمت بشرتك في العمر».
لدى بشرتك طرق لمنع أو إصلاح مثل هذا الضرر. حيث تتخلص الطبقة الخارجية من الجلد باستمرار من خلايا الجلد الميتة وتحل محلها. ربما لاحظت هذا النوع من إصلاح الجلد إذا كنت قد أصبت بحروق الشمس السيئة. قد تتقشر بشرتك، لكنها عادة ما تبدو طبيعية في غضون أسبوع أو 2.
يقول الدكتور ستيفن آي كاتز، مدير المعهد الوطني لالتهاب المفاصل والعضلات الهيكلية وأمراض الجلد في المعاهد الوطنية للصحة: «عندما تتعرض للأشعة فوق البنفسجية، هناك عملية إصلاح مستمرة في كل واحدة من الخلايا المكشوفة». ومع ذلك، يمكن أن يبقى الضرر طويل الأمد لبشرتك.
الشمس والجلد.. تقدم العمر وشيخوخة البشرة
مع تقدمك في السن، يصبح من الصعب على الجلد إصلاح نفسه أي أن مشاكل الشمس والجلد تكون أوضح. بمرور الوقت، يمكن أن يؤثر تلف الأشعة فوق البنفسجية على بشرتك والنسيج الضام الأساسي. نتيجة لذلك، قد تعاني بشرتك من كثرة التجاعيد والخطوط ويمكن أن يؤدي التعرض المفرط لأشعة الشمس أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، وهو النوع الأكثر شيوعًا من السرطان في الولايات المتحدة .
فعندما يدخل ضوء الأشعة فوق البنفسجية إلى خلايا الجلد، يمكن أن يضر بالمادة الجينية (تسمى الحمض النووي) بداخلها. ومن نعم الله علينا أنه نادر الحدوث في مناطقنا الجغرافية، يمكن أن يتسبب تلف الحمض النووي في حدوث تغييرات في الخلايا تجعلها تنمو وتنقسم بسرعة. يمكن أن يؤدي هذا النمو إلى كتل من الخلايا الإضافية تسمى الورم أو الآفة. قد تكون هذه سرطانية (خبيثة) أو غير ضارة (حميدة).
قد يظهر سرطان الجلد أولاً كبقعة صغيرة على الجلد. تصل بعض السرطانات إلى عمق الأنسجة المحيطة. قد تنتشر أيضًا من الجلد إلى أعضاء الجسم الأخرى.
ويبقى أن نعرف أنه في كل عام، يتم علاج أكثر من 2 مليون شخص من أنواع 2 من سرطان الجلد: سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية. ويظهر هذان النوعان من السرطان في كل من كبار السن والشباب، ونجدير بالذكر أنها نادرًا ما تكون مهددة للحياة.
ويقول علماء الطب والأورام أن خطر الإصابة بسرطان الجلد يكون أعلى إذا كان أفراد عائلتك مصابين بسرطان الجلد أو إذا كنت مصابًا بالفعل بسرطان الجلد أو سرطانات الجلد الأخرى. أحد عوامل الخطر الرئيسية لورم الجلد هو وجود عدد كبير من الشامات، أو وجود شامات مسطحة كبيرة ذات أشكال غير منتظمة. قد تزيد حروق الشمس، خاصة أثناء الطفولة، من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
يقول دكتور كرامر: «الوقت المناسب لبدء السلوك الوقائي لأشعة الشمس والجلد ليس عندما تصل إلى سن الرشد، ولكن قبل سنوات». «الرسالة الموجهة إلى الوالدين هي أن الوقت قد حان للبدء في حماية طفلك من تلف الجلد من التعرض المفرط لأشعة الشمس، وعندما يطور طفلك عادات التعرض لأشعة الشمس وعندما يكون أمامه سنوات عديدة أخرى من التعرض المحتمل لأشعة الشمس». من بين العادات الأخرى التي تحمي الجلد، تعليم الأطفال والمراهقين تجنب عمل صبغة أن تان للجلد في النوادي الصحية كما نشاهد في الأفلام.
ونأتي لدور واقيات الشمس، فهي تأتي مصنفة بعامل الحماية من أشعة الشمس (SPF)، مثل 15 أو 30 أو 50. ويعني واقي الشمس المسمى SPF 15 أن الأمر سيستغرق 15 ضعف الوقت الذي تستغرقه للحصول على حروق الشمس كما لو لم يكن لديك واقي من الشمس. يعني واقي الشمس المسمى SPF 30 أنه سيستغرق 30 مرة أطول للحرق وهكذا عند استخدام واقي الشمس برقم SPF 50
وتتأثر فعالية واقيات الشمس بعدة عوامل. أهمها عامل الوقت وصلاحية المنتج للاستعمال، حيث يمكن أن تتفكك المكونات النشطة للواقي من الشمس بمرور الوقت، لذا تأكد من التحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية في الحاوية. والعامل الثاني هو الكمية المستخدمة، حيث تؤثر كمية واقي الشمس التي تستخدمها وعدد المرات التي تستخدمها فيها على حمايتك من الشمس. وأخيرًا، يمكن أن يقلل التعرق والوقت الذي يقضيه في الماء من فعالية واقي الشمس، لذا علينا الحرص على الاستفادة القصوى من واقيات الشمس أو الصن بلوك لتجنب تأثيرات الجانب المظلم من التعرض لآشعة الشمس.
ينظر بعض الناس إلى الشمس كمصدر لفيتامين (د)، لكن الأمر يستغرق وقتًا قصيرًا في الشمس للقيام بالخدعة. يقول كاتز: «أنت بحاجة إلى القليل جدًا من التعرض – ما يقرب من 10 إلى 15 دقيقة في اليوم على ظهر يديك وذراعيك ووجهك – للحصول على ما يكفي».
يمكن لعدة عوامل – مثل الأيام الغائمة أو بشرة داكنة اللون – أن تقلل من كمية فيتامين د التي تصنعها بشرتك. ولكن يمكنك أيضًا الحصول على فيتامين د من الأطعمة أو المكملات الغذائية. تحقق مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك حول ما إذا كان يجب عليك تناول مكملات فيتامين د.
حدد الوقت المناسب للتعرض للشمس، وذلك لحماية بشرتك من التجاعيد المبكرة والتلف والمرض. يقول كاتز: «كونك ذكيًا في الشمس أمر جيد». وإذا اكتشفت أي علامة غريبة على بشرتك، ينصح كرامر، فتأكد من فحصها.
